كتب: أسعد البيطار
يُقال في التكنولوجيا إنّها ”سلاح ذو حدين“، ففي عصرنا لم تعد تعرف حدودًا جغرافية ولا بعدًا إنسانيًا. صحيحٌ أنَّ الإنسان هو من ابتدعها من أجل توظيفها في خدمة الإنسانية، ولكنّها رغم حسناتها، استقطبت الخطر والسيئات. فما تأثير التكنولوجيا الإيجابي والسلبي على حياة الإنسان؟ وكيف انعكست بإيجابياتها وسلبياتها على الناشئة؟
تُعتبر التكنولوجيا بمثابة عولمة جديدة دخلت على القطاعات الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الإنسانية، الطبية، الديموغرافية، والجغرافية بشكلٍ واسع وسريع، خصوصًا مع تطوير الإنسان لشبكة الإنترنت ”العنكبوتية“. لقد دخلت التكنولوجيا أيضًا في قطاع التربية والتعليم، حيث أصبحت تُدرّس كمادة ”تكنولوجيا التعليم“ و ”تكنولوجيا التربية“. ومن أبرز إيجابيات التكنولوجيا تحرير المجتمعات من الأمية والجهل، حيث تسهل عملية التعليم من خلال قراءة الصور ومشاهدة الفيديوهات المسجلة التي تناسب فئات عمرية مختلفة. على الرغم من نجاح التكنولوجيا في تحقيق أهداف التعليم، إلا أنّها باتت وسيلة ذات جانب سلبي يساهم في تدمير التفكير النقدي لدى المتعلمين، حيث يحصلون على الإجابات بكبسة زر واحدة وبدون أدنى جهد من خلال ما يُعرف بـ ”الذكاء الاصطناعي – AI“.
لا يُخفى عنكم سرًّا أنَّ جيل الناشئة، تحديدًا المراهقين، هو الأكثر استخدامًا للتكنولوجيا الحديثة سواء عن طريق الإنترنت أو الألعاب الإلكترونية. هذه الوسائل تُشكل خطرًا واضحًا على الأطفال والمراهقين بسبب المحادثات السرية مع أشخاص غير معروفين، مما قد يؤدي إلى الابتزاز أو الاستغلال. إضافةً إلى ذلك، يتسبب تعلّق الناشئة بالهواتف الذكية في ابتعادهم عن قراءة الكتب والدراسة، مما ينعكس سلبًا على ثقافتهم وتحصيلهم العلمي وربما يؤدي إلى التسرب المدرسي. ولكن، لا يمكن إنكار أنَّ للتكنولوجيا انعكاسات إيجابية على الناشئة، فهي تقدم لهم المعرفة من خلال الكتب والمراجع المتوفرة في المكتبات الإلكترونية بشكل مجاني، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من عملية “التعليم عن بُعد” من خلال برامج مثل “Zoom” و“Microsoft Teams”، كما تمَّت معاينة ذلك خلال فترة تفشي جائحة ”كورونا” بين عامي 2019 و2021.
LEAVE A RESPONSE