كتب: أسعد البيطار
البطاطا الحلوة.. ولماذا سمّيت من بين أفضل الأطعمة على الإطلاق؟ يكثر في فصل الشتاء بيعها وتناولها، فهي بالإضافةِ إلى أنّها
تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة التي تساعد في تحسين صحة الإنسان، لها تاريخٌ وجذور، ومن الجيّد جدًا أن نتعرّف عليها أكثر. سؤالنا في هذه المقالة لربما خطر على بال الكثيرين منكم، لماذا يتجاهل الناس وضعها ضمن نظامهم الغذائي؟ وهل هذا اعتقاد خاطئ؟
تقول الحكاية أنَّ العالم يحتفل باليوم العالمي لطبخ البطاطا الحلوة في الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام، حيث يجتمع عشاقها على طهيها بطرق متعدّدة ومتجدّدة، ويطيب لهم تناولها في وقت الإفطار أو الغداء أو حتّى العشاء. ويبقى السؤال.. ما هو تاريخ البطاطس الحلوة ومن أين جاءت؟
تذكُر بعض المراجع أنّه ربما تمَّ تدجين البطاطا الحلوة في مكان ما بين نهر ”أورينوكو“ في فنزويلا شمالًا إلى شبه جزيرة ”يوكاتان“ في المكسيك، وهي تعدّ محصول جذري. وإنَّ أقدم البطاطا المكتشفة حتى الآن تعود إلى 8000 قبل الميلاد، حيث عثر عليها في كهف ”تريس فينتاناس“ في منطقة ”تشيلكا كانيون“ في بيرو بولاية كاليفورنيا.
وتعرف البطاطا الحلوة بإسم ”إيبومويا باتاتاس“، حيث تشير الأبحاث الجينية الحديثة إلى أنَّ مواطنها في كولومبيا وفنزويلا وكوستاريكا. وفي حوالي الـ 2500 سنة قبل الميلاد، تمَّ العثور على أقدم بقايا البطاطس الحلوة المستأنسة في الأمريكتين. أمّا في بولينيزيا، تمَّ العثور على بقايا البطاطس الحلوة في جزر كوك في الفترة ما بين 1000 و1100 سنة، وأيضًا في هاواي في الفترة الممتدة بين الـ 1290 و 1430 ميلادي، وكذلك في جزيرة عيد الفصح عام 1525 ميلادي.
ومع إدخال البطاطا الحلوة عام 1594 من لوزون إلى مقاطعة فوجيان الصينية، قام الحاكم تشين هسوه بتشجيع المزارعين على تسنج جين زراعة البطاطا الحلوة. فوصلت إلى أوروبا، وجرى تسجيلها في دفتر استلام “Elinor Fettiplace”. وكانت وصلت البطاطا الحلوة إلى الفلبين بين عامي 1521 و 1598، لتستكمل مشوارها نحو الانتشار، حيث وصلت إلى كوريا الجنوبية في العام 1764. أما في عام 2019، تصدّرت الصين الإنتاج العالمي من البطاطا الحلوة حيث بلغ 92 مليون طن بنسبة 56٪ من الإجمالي العالمي من الإنتاج.
ورغم حلاوة طعم هذه البطاطا الشهيرة إلّا أنّ الكثير من الناس يتجاهل وضع هذه الخضار المليئة بالفائدة ضمن نظامهم الغذائي، وذلك لاعتقادهم أنّها تسبب زيادة الوزن، ظانين أنّها تحتوي على نسبة عالية من النشويات، لكنَّ هذا الاعتقاد خاطئ وعارٍ من الصحة، فـ البطاطا الحلوة غنية بالعديد من العناصر الغذائية النافعة لمحاربة وعلاج الكثير من الأمراض، مثل الكالسيوم والفوسفور والفيتامينات A و C و E، وهي مصدر للألياف والحديد، والثيامين والمنغنيز. كما أنها تحتوي على بالبيتا كاروتين، وهو مضاد أكسدة يحمي الجسم من الجذور الحرة التي تسبب الالتهابات وضعف جهاز المناعة. ولكن بالرغم من هذه الحسنات، فإنَّ البطاطا الحلوة هي كيميائيات تضر بالخلايا وتزيد من أمراض القلب والسرطان.
وإلى جانب ذلك، ليس بالغريب أن يكون للبطاطا الحلوة، استخدامات أخرى غير الأكل، فهي مثلًا تستخدم لعمل صبغة على القماش في أمريكا الجنوبية، وذلك من خلال خلط عصير البطاطا الحلوة الحمراء مع عصير الليمون، وبالتالي الحصول على درجات متعددة من اللون الوردي إلى الأسود.
ومن الاستخدامات الغريبة جدًا للبطاطا الحلوة هي أنّها مفيدة للأسماك، كيف ذلك؟ّ! فإذا كان لديك حوض به سمك، فإن وجود إضاءة جيّدة وإمداد ثابت بالمواد المغذية يمكن أن يساعد في نمو شتلات البطاطا داخل الحوض، وستتشكل جذورها بسرعة وستعمل على تنقية الحوض من النفايات الناتجة عن الأسماك والتي تزيلها من الماء، مثل الأمونيا والنترات السامة.
وفي الختام، هل أنتَ من عشّاق هذا النوع من الخضار الصحية؟ ولديك قصّة خاصّة معها؟!
LEAVE A RESPONSE