حاورها: أسعد البيطار
في حُسنها نتغنّى، في ثقافتها نتفاخر، وفي إطلالتها.. وسمٌ تدقُ له القلوب متقرقعة ومتفجرة كنهرٍ عذبٍ يُسمَعُ خريره كلحنِ الروح والحياة. إنّها الإعلامية الحلوة والخلوقة سولانج الراسي التي تتألق وتشع كالشمس على قناة الآن الإماراتية، مضيئةً الدروب بسحرها وجاذبيتها، وكأنّها ومضة من الأمل للشباب العربي الطموح والحالم.
لا عجبَ أنّها دخلت مسابقة الجمال من بابها العريض متشحةً بالألقاب الجمالية، إذ تجمع بين الجمال الخارجي الباهر والجاذبية الشخصية الساحرة.
تتالت مسيرتها، حصّنت نفسها إعلاميًا، اجتهدت، طوّرت من نفسها، وأصقلت موهبتها وحضورها، فغدت نجمةً إعلامية رفيعة المستوى ورئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في تلفزيون الآن.
فكم من الجميل أنّها اتخذت من الشباب العربي قضية لها، فأصبحوا شغلها الشاغل وهواجسهم هواجسها، وتطلاعاتهم تطلعاتها، فنراها تقدّمُ لهم محاضرة من هنا، وكلمة دعم من هناك، حيث تسعى جاهدة لتشجيعهم على تطوير مواهبهم ومهاراتهم الإعلامية لما لهذا الأمر من أهميته وتأثير إيجابي كبير على مجتمعات الشباب.
نحنُ حاورناها وتحدّثنا معها عن مواضيع متنوعة تشمل انتقالها من عالم الجمال إلى عالم الإعلام والتحديات الكبيرة التي تواجهها كإعلامية وتأثير الذكاء الاصطناعي اليوم وأيضًا غيرها من الموضوعات التي تقرّبنا أكثر من شخصيتها.
في الختام، يبقى السؤال حاضرًا.. هل يخفى القمر؟
١. الإعلامية اللبنانية سولانج الراسي، أهلا وسهلاِ بكِ على موقع Bitar Magazine، انتقلتِ من عالم الجمال إلى عالم الإعلام. برأيك، كم بالمئة يؤثر جمال الإعلامية على قبولها من قبل المشاهدين؟
على الرغم من أن الجمال يمكن أن يكون عاملاً يلعب دورًا في جذب المشاهدين في البداية، إلّا أنَّ الاداء المهني والمهارات الصحفية تأتي في المقام الأول بالنسبة للمشاهدين الذين يبحثون عن محتوى موثوق وجدير بالاهتمام.
في الاعلام التقليدي نعم كان هناك تركيز كبير على الشكل إذ أنَّ المقدم أو المقدمة كان أكثر بمثابة مؤدي وناقل للخبر، أمّا اليوم في ظل تداخل العالم الرقمي بشكل كبير في حياتنا أصبح الجميع صانع محتوى، فبدأ التركيز على المضمون على حساب الشكل بشكل كبير كما والأستوديوهات الضخمة والاضاءة والشكل المتقن لم يعودوا بذات الأهمية اليوم، اذ أنَّ متابع المنصات الرقمية يبحث عن الخبر القيّم المفيد فأصبح الهاتف هو الكاميرا والشارع أو البيت هو الاستوديو، والمظهر الطبيعي هو الأقرب للناس. لذلك نقول أنّه يجب أن يتم التركيز على المهارات الاحترافية. ومن المهم أن تكون الإعلامية قادرة على تقديم محتوى قيّم ذات جودة ومضمون لأنَّ اليوم مقياس النجاح على المنصات الرقمية هو التفاعل.
٢. ما هي التحديات الذي واجهتكِ كإعلامية؟
الإعلام بشكل عام والصحافة بالتحديد هي مهنة المتاعب والبحث عن الحقيقة فهي أيضًا تلقب بالسلطة الرابعة كونها تؤثر على المشاهدين والمتابعين سلبًا او إيجابا على آرائهم وميولهم واعتقادهم. لذلك هناك مسؤولية كبيرة في هذا المجال خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة التي في الكثير من الأحيان لا تكون بريئة. وبالرغم من أنني خريجة صحافة مكتوبة من واحدة من أهم الجامعات في هذا المجال وهي “الجامعة اللبنانية” إلَّا أنَّ الفرص تبقى حافز أساسي خصوصًا في ظل ما نسميه باللهجة العامية “الواسطة” حيث أنَّ الفرص لا توزع بالتساوي حسب المؤهلات العلمية والخبرة، ولكن تعتمد بشكل كبير على الوساطات والمعارف. كما أنَّ التحول من الصحافة التقليدية متل الصحف والمجلات والإذاعة وأصبح الاتجاه بشكل جزريّ نحو الإعلام الرقمي أيضَا هذا سبّب تحديات إضافية خصوصًا بعد ظهور الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح مجهود الصحافي وبحثه عن الحقيقة والقصص الواقعية ضئيل ويعتمد على الآلة وأيضًا كإمرأة أرى أنَّ الفرص ليست متساوية بين الجنسين. هذا لم يفقدني الشغف والحب لهذه المهنة التي اخترتها باقتناع وفضلتها على باقي التخصصات المتاحة. ولكن لنكن صريحين جميع المهن فيها العديد من التّحديات ولكن يجب على المرء التحلي بالشجاعة والصبر والإصرار لاثبات ذاته ومواجهة التحديات في كل مكان وزمان.
٣. كون لكِ خبرة ومعرفة واسعة في الشباب العربي. ما هي هواجزهم اليوم؟
هواجس الشباب العربي عديدة وكثيرة للأسف خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تسيطر على العالم من أوبئة، حروب وأزمات اقتصادية.. جميع هذه العوامل تلقي بثقلها على الشباب بالعموم والعربي بالتحديد ولكن الهواجس الأبرز والأكبر بالنسبة لهذه الفئة هي البطالة ثم البطالة ثم البطالة فنراهم يبحثون على أيةِ فرصة تعيد عليهم بعوائد مادية حتى لو خارج تخصصهم حتى لو خارج بلادهم فقط من أجل تأمين لقمة العيش. البطالة هو الهاجس الأول لهم، أكيد عندما نذكر البطالة نذكر أيضًا قلة فرص العمل وبالتالي تراهم يبحثون دائمًا عن الفرصة من أجل اكتساب الخبرات لاستكمال مسيرتهم في التطور في العمل والمهنة ولكن قلائل هم من يعطون فرص لهؤلاء الشباب.
٤. كونكِ رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في تلفزيون الآن، اليوم تقدمون فرصًا للشباب العربي لكي يبرزوا مواهبهم من خلال العديد من الدورات التدريبية والمباريات. ماذا تقولين لنا حول هذا الخصوص؟
أطلقت ”أخبار الآن“ مؤخرًا عدّة حملات تفاعليةً تهدف إلى تعزيز معارف وخبرات الجيل القادم من الإعلاميين والصحفيين العرب ومساعدتهم على الانخراط في العمل الصحفي وتوظيف مهاراتهم وإبداعهم في إنتاج المحتوى الإعلامي الذي يعكس هويَّتهم وتوجُّهاتهم.
وتستهدف هذه الحملات الشباب وطلاب الاعلام أينما كانوا في الدول العربية، وتتيح للطلاب فرصة الانضمام إلى فريق “أخبار الآن” واكتساب خبرة مهنية رائدة في العمل الصحفي
اليوم لدينا تدريبات متاحة أونلاين لكل من يرغب في تعلم أصول الإعلام والصحافة والتقديم؛ تقدّمها الاعلامية رابعة الزيات، أيضًا لدينا مبادرة تسمح للشباب بأن يكونوا مذيعين ومقدمين ليوم كامل في غرفة أخبار الآن حيث أنّ فريق عملنا يتفرغ لهؤلاء الأشخاص والمنتسبين ويعطيهم كافة أصول الإلقاء والتقديم والتحرير مع إمكانية تقديم فِقرة خاصة بهم. أيضًا لدينا مبادرة تساعد الشباب في تحرير وتحضير سيرة ذاتية احترافية تحت اشراف مسؤولي التوظيف بالقناة مع امكانية تصوير هذه السيرة الذاتية حتى تصبح فيديو مصور يمكن نشره على المنصات الرقمية لانتشار أوسع. هذا جزء بسيط من هذه المبادرات التي نعمل على تطويرها يوميًا حتى نكون اقرب للشباب ونساعدهم بكافة السبل المتاحة لدينا.
٥. برأيك كيف ينظر الشباب إلى الذكاء الإصطناعي؟
أعتقد أنَّ الشباب وتحديدًا الجيل Z أو ما يسمى بالـ Zoomers ولدوا مع التكنولوجيا والتطور السريع الذي طرأ، لذلك الشباب هم الأكثر قربًا منه وليس بجديد على عالمهم فهو سهّل الكثير بالنسبة لهم واختصر عليهم مسافات وأشواط مقارنة بالجيل الذي سبقهم الذي كان يعتمد كثيرًا على البحث اليدوي والتقليدي.. اليوم كافة المعلومات متاحة للجيل Z بطريقة سهلة سريعة ودقيقة أكثر وبمتناول الجميع.
٦. ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام الرقمي؟
لكل شيء في هذه الحياة وجهان، سلبي وإيجابي، هناك تأثير كبير للذكاء الاصطناعي على الإعلام الرقمي. ولا شك أنَّ الذكاء الاصطناعي يساهم في تحسين وتحول عدة جوانب من صناعة الإعلام الرقمي، ولكن لنبدأ بسلبيات هذا الموضوع الجديد الذي طرأ على حياتنا، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على حيادية الإعلام من خلال تحليل البيانات وتوجيه المحتوى وفقًا لتفضيلات الجمهور، مما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الآراء المتشابهة وتقليل التنوع الإعلامي كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُستخدم في إنتاج وتداول الأخبار الكاذبة التضليلية كما يؤثر على حقوق النشر والملكية الفكرية مما يمكن أن يؤثر على مصداقية وثقة الجمهور بالإعلام والصحافة كما أنَّ هناك مخاوف لدى بعض العاملين في مجال الصحافة من أنَّ الذكاء الاصطناعي سيعمل على إلغاء بعض الوظائف التي يشغلها البشر حاليًا بما فيها الإعلام التقليدي والصحافة. أما من باب التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على الإعلام الرقمي أنا أرى أنَّه من الضروري التجدد والتطور والتغيير هو صحي، المطلوب اليوم هو مواكبة التقنيات الجديدة، حيث تحتاج الصحف وغرف الأخبار بالتلفزيونات إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير أعمالها أيضًا تطوير النماذج اللغوية والصور التي يتم استخدامها لتوليد المحتوى بشكل آلي وأسرع للوصول الى المشاهدين والمستخدمين بشكل أسرع وآني.
٧. أين ترين نفسكِ بعد خمس سنوات؟
سؤال صعب (تضحك) لا أدري ولا يمكن أن اتنبأ للمستقبل ما يكتبه الله لنا بالإضافة إلى المجهود والعمل الجاد الذي نقوم به هما من يرسمان ويحددان طريقنا ومستقبلنا. أنا إنسانة وامرأة قوية صلبة مجتهدة عملت بجهد وتصميم وجدّية لأصل لما أنا عليه اليوم وأنا دائمًا في طور التطور والتجدد والعمل على تطوير نفسي، إذ أرى نفسي في مكان أفضل مع نجاحات أكثر باذن الله.
٨. ما هي نصيحتكِ لطلاب الإعلام؟
نصيحتي للشباب وطلاب الإعلام بالتحديد أن يعملوا بجدية ويضعوا خطط وأهداف واضحة للوصول لها أيضًا أن يطوروا مهاراتهم الشخصية وما لديهم من مواهب فريدة أن يطوروها بشكل جدي وكبير حتى لا يأتي اليوم الذي تأخد الآلة مكانهم أي الذكاء الاصطناعي وكل ما سوف يتأتى من نتائج وتأثير على سوق العمل بسبب تداخل الذكاء الاصطناعي على حياتنا بالمجمل وعلى الإعلام بالتحديد.
LEAVE A RESPONSE